*-(﷽)-*
❉━━━◆◆◆◆◆
ﷺ
*عبودية سيدي الأحسن البعقيلي رضي الله عنه وأرضاه*
# بين أطراف دعائه يقول سيدي الأحسن البعقيلي رضي الله عنه وأرضاه :
*"اللَّهُمَّ كَمَا كُنْتَ لِي سَيِّداً حَقّاً ، فَاجْعَلْنِي عَبْداً حَقّاً لَكَ ، وَلَا تَبْتَلِينِي بِفِتْنَةِ الْأَقْدَارِ ، فَإِنَّمَا أَنَا ضَعِيفٌ عَنْ تَحَمُّلِ الْبَلَايَا ، وَلَا تَجْعَلْنِي كَأَكَابِرِ الْعَارِفِينَ فِي الْبَلَايَا ، فَإِنَّ صَبْرِي عِيلَ وَضَاقَ صَدْرِي ، وَانْقَطَعَ أَمَلِي إِلَّا مِنْكَ ، وَلَا تَخْتَبِرْنِي عَلَى صِحَّةِ الْعُبُودِيَّةِ وَالْمَحَبَّة ، فَإِنِّي أُحِبُّ مِنْكَ أَنْ تـُغْرِقَنِي فِي حَضْرَةِ الْمَحْبُوبِيَّةِ الَّتِي لَا اخْتِبَارَ فِيهَا ، وَهِيَ حَضْرَةُ فَضْلِكَ ، صِرَاطِكَ الْمُحَجَّبِ عَنِ الْأَشْقِيَاءِ مِنْ خَلْقِكَ ، وَاجْعَلْنِي مَمْحُوقَ الْأَغْرَاضِ مَعَكَ بِمُشَاهَدَةِ جَمَالِ فَضْلِكَ ، وَقَدْ ذَلَّلْتَنِي يَوْمَ أَدْرَجْتَنِي فِي حَضْرَةِ الْحُدُوثِ ، فَلَا تَبْتَلِنِي عَلَى ضَعْفٍ، فَإِنِّي ضَعِيفٌ أَصَالَةً وَأَنْتَ تَعْلَمُهُ ، وَإِنَّمَا إِظْهَارُ مَا عِنْدِي فِي يَقِينِي لَا غَيْر ، وَقَدْ حَقَّرْتَ كُلِّي فِي عِلْمِكَ بِاسْتِغْنَائِكَ عَنِّي إِجْمَالاً وَتَفْصِيلاً ، فَبِحَقِّ كـُنْهِكَ الْعَلِيِّ أَنْ تُفْرِدَ عُبُودِيَّتِي بِصِفَاتِهَا الضَّعْفِ وَالْحُقْرِ إِلَى عِزِّ سِيَادَتِكَ ، وَلَا تَجْعَلْ لِي مَا خَلَقْتَهُ جَاهاً وَلَا شَاغِلاً عَنْكَ ، فَإِنَّ جَاهِي سِيَادَتـُكَ وَمُلْكُكَ ، وَكَمَالُ عِزِّي فِي عُبُودَتِي ، فَأَغْرِقْنِي فِي بَحْرِ الْعُبُودِيَّةِ حَتَّى أَسْتَجْمِعَ ذَرَّاتِ أَجْزَائِهَا ، فَلَا تُفَوِّتْ لِي قَدْرَ ذَرَّةٍ مِنْهَا إِلَّا مَلـَّكْتَهُ لِي ، حَتَى أَعْبُدَكَ عِبَادَةَ مَنْ اسْتَوْفَاهَا ﷺ بِإِكْرَامِكَ إِيَّايَ ، بِلِبَاسِهِ التَّامِّ الدَّائِمِ فِي أَنْفَاسِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، حَتَى لَا تُوجَدَ مَرْتَبَةٌ إِلَّا أَظْهَرْتَ عِبَادَتِي فِيهِ ، وَلَا لِسَانٌ مِنْ أَلْسِنَةِ الْخَلْقِ إِلَّا عَبَدْتُكَ فِيهِ وَبِهِ ، وَبِإِغْرَاقِكَ إِيَّايَ فِي حَضْرَةِ الْمَحْبُوبِينَ الْمَخْصُوصِينَ ، حَتَى أَرَاكَ فِي حَضْرَةِ فَضْلِ كُنْتَهُ ، بِإِشْرَاقِ شُمُوسِ سَمَاءِ اسْمِكَ الْعَظِيمِ فِي سَوَادِي وَخَيَالِي ، حَتَّى يَضْمَحِلَّ عَنِّي مَا شَغَلَنِي عَنْكَ مِنْ سَوَادٍ وَخَيَالٍ ، فَأَكُونَ لَكَ مَظْهَرَ تَجَلِّيَاتِ صِفَاتِكَ ، وَمَحَلَّ فُيُوضَاتٍ لِاسْمِ ذَاتِكَ ، حِتَّى أُُفِيضَ مِنْكَ مَا قَصَدَهُ الْقَاصِدُونَ مِنِّي ، وَأُنِيلَ مَا يُسْعِدُ أَهْلَ الْحُقُوقِ عَلَيَّ ، حَتَّى تُغْرِقَ مَنْ عَرَفَنِي وَمَنْ رَآنِي أَوْ سَمِعَنِي أَوْ سَمِعَ بِي أَوْ شَاهَدَ آثَارِي مِنْ كِتَابَةٍ وَأَفْعَالٍ فِي بُحُورِ سَعَادَةِ أُنْسِكَ. اهـــ"*
Tiada ulasan:
Catat Ulasan