( باب ) في ذكر بعض وصايا الشيخ رضي الله عنه
#الوصية_السابعة_والعشرون
أما ما جاء من الأذكار و العبادات لسعة الرزق و دفع الضرر وهلاك النظام و دفع الفقر و قضاء الحوائج إلى غير ذلك فما كان ذلك من جلب رزق و دفع فقر و قضاء حاجة مطلوبا لذاته بذلك الذكر أو العبادة فهو شرك الأغراض و هو حرام بالإجماع و إن كان المطلوب ليعين على عبادة الله عز وجل فلا يخلو من أمرين أيضا أما أن يكون قصده في ذلك الذكر الخاص أو العبادة الخاصة مجرد غرضه من سعة الرزق و غيره عن قصد وجه الله عز و جلبا لذكر و العبادة فذلك من شرك الأغراض أيضا
و هو حرام و إن قصد بالذكر و العبادة وجه الله عز و جل و رجا مع ذلك قضاء غرضه ليستعين به على عبادة ربه و يدعو عقب عبادته الله بقضاء حاجة فهو جائز لا حرج فيه لكن بعد اعتقاد أن الله هو الفاعل باختياره لا بذلك الذكر بل عنده لا به و قصد بالذكر وجه الله عز و جل و أن الأذكار ، و العبادات لا تأثير لها و خواصها من الثواب هنا و هناك و أن الله عز وجل هو الفاعل عندها بمحض اختياره لا لعلة فهذا وجه صحته و كل هذا تكشفه الأدلة النقلية و الله الموفق.
و الحاصل من هذا كله أن من عبد الله عز و جل لوجهه لم يخرج من دائرة الشرع دون غيره إلا أنهم مختلفون فبعضهم الحامل له على عبادة الله تعالى لوجهه أعني الذي ثورهم و أنهضهم إليها رجاء فضل الله و اتقاء عقابه و هؤلاء هم أهل الشريعة و بعضهم حملهم على عبادة الله و نهوضهم إليها معرفتهم بجلاله و كبريائه و عظمته فعبدوه على الحب و الشوق إليه أداء لحق ربوبيته لا لغرض و هم العارفون و سوى هذين هالك لا عبادة له فضلا عن الثواب.
Tiada ulasan:
Catat Ulasan