Rabu, 8 Mei 2019

خطور انكار التصوف

التصوف من علوم الشريعة ، التصوف له أساس متين ، بل إن اسم التصوف قد اشتُق من أهل الصفة ؛ هؤلاء العُبَّاد ، هؤلاء المنقطعون للعلم وللعبادة في مسجد رسول الله ﷺ ، كانت مُنطلقاً لهذه الفئة من الناس التي تعبد الله سبحانه وتعالى، والتي ينبغي أن توجد في الأمة كما يقول الإمام السيوطي في كتابه (تأييد الحقيقة العلية وتشييد الطريقة الشاذلية) يقول : " لابد في الأمة من أولئك العبَّاد الذين يلجأ الناس إليهم فيدعون الله سبحانه وتعالى فيستجيب الله دعاءهم فيعرف الناس أن هناك إله ، وأن هذا الإله لا يتركهم عبثاً ، وأنه معهم في كل وقت وحين ، وأنه يُستجاب الدعاء ، هذا من أنواع فروض الكفايات وجود أمثال هؤلاء الذين تعلقت قلوبهم الضارعة بكثرة الذكر { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} بالالتزام في طريق الله الذي يقول عنه أهل الله كعبد القادر الجيلاني ـ قُدس ضريحه ـ وكالجنيد -رضي الله تعالى عنه- سيد الطائفة ( طريقنا هذا مقيد بالكتاب والسنة ) .
إذن التصوف من علوم الشريعة ، والتصوف له دليل ، بل إن كل كلمة في التخلي والتحلي في درجات التعامل مع الله سبحانه وتعالى كانت لها دليل ، جعلت أبا طاهر المقدسي يؤلف كتاباً أسماه ( صفوة التصوف ) ذكر فيه الأدلة الشرعية لكل ما هنالك من تصرفات لهذه الطائفة التي شغلت نفسها بأعمال القلوب وشغلت حياتها بتطبيق عملي لهذه الحياة .
التصوف يتكلم عن أعمال القلوب ؛ وأعمال القلوب تحتاج إلى أن يتحرك القلب وأن يتحرك العقل وأن تتحرك الجوارح لأن طريقنا إلى الله مقيد بالكتاب والسنة ، مقيد بالإسلام والإيمان ، وأيضاً فوق ذلك أن نستمر في العبادة حتى كأننا نرى الله ؛ فإن لم نصل إلى هذه الدرجة فعلينا أن نعرف ونوقن يقيناً تاماً أنه يرانا .
كل ما يقوله أهل الله عبر القرون وفي كل زمان وفي كل مكان سلفاً وخلفاً هو مقيد بالكتاب والسنة ، لابد أن يرجع إلى آية أو إلى حديث ، وعلى ذلك فالتصوف من علوم الشريعة بل هو غاية علوم الشريعة .
هناك خطر داهم إذا ما أنكرنا التصوف ؛ أو جعلناه مساوياً للخرافة ، مساوياً للبدع ، مساوياً لكل عقيدة فاسدة ، هذا خطير جداً على الأمة لأنه سينفي ثلثاً من أثلاث الدين ؛وهو الثلث الأهم وهو القلوب الضارعة التي ينبغي أن نصل بها بالكتاب والسنة إلى مرادنا .
أ.د. #علي_جمعة
#نفحات

Tiada ulasan:

Catat Ulasan